أحيانا ما ينتاب الواحد منا دافعا غريبا وفي نفس الوقت خفيا يستحثه للبحث عن الحزن والوحدة والانعزال حتي ولو كانت أسباب الفرح والسعادة والتفاعل مع الحياة كلها مهيئة له. هذا ما حدث لي مؤخرا، حينما وجدت نفسي أبحث عن الاستماع لموسيقي حزينة، مع أنني لا أستمع إلي الموسيقي أصلا. ففتحت موقع يوتيوب وكتبت كلمة Musique de tristesse لأفاجئ بعشرات المقاطع الموسيقية الحزينة، ولكن ما لفت نظري هذا الكليب المصحوب بحوار مكتوب بين الفرحة والحزن. وحتي لا أكون أنا وحدي الحزين، قمت بترجمته ووضعه علي المدونة.
La joie et la tristesse
الفرحة والحزن
أطلقت عينيها في الأفق
لتري ضوءا منطفئا قادما من بعيد
وقد كانت متألقة كالقمر
إلا أنها متأثرة لما أصاب الحزن
فاقتربت من هذه الروح
النصف مهمومة، النصف محطمة
قالت الفرحة للحزن:
سمعت صرختك في حلمي
وأحسست بألمك في أعماقي
فلماذا أنت كئيب هكذا
أجاب الحزن:
أعاني وحدة ترافقني كظلي
ولم تعرف السعادة أبدا طريقها إلي
بالرغم من علمي بوجودها
لم يحبني أحد من قبل
فالناس يحكمون علي باسمي ومظهري
وليس بما تخفيه عيناي
كنت أنتظر ريحا تحملني إلي أرض الحب
تجوب بي البحار لأصل إلي نصف روحي الآخر
ولكن ذلك لم يكن سوي وهم.
قالت الفرحة: هذا هو وجه الحياة
يجب أن تتقبل قدرك راضيا
فهذا العالم قد فقد لونه وجماله
أنا مستعدة لأن أحبك
فأنا مزيج من المشاعر
مستعدة أن أتقاسم معك ذكري
وأن أصطحبك في الأفق حتي نصل إلي شمس الحياة
لكي تتذوق طعم فصول السنة
ولنتعانق بقوة
وأجهشت الفرحة في البكاء
وتأثر الحزن كثيرا
وقال لها: شكرا لكلماتك الرقيقة
أتعرفين: إن الشيء الجميل الذي بقي لي في الدنيا هو أننى أبكي أحيانا
ولو كنت مجرد قلب في حديقة متعددة الألوان
لربما أمكنني النوم مستمتعا بجمالها
لقد أدركت الحقيقة الكاملة
ولكن ما أدركه ليس سوي ظلا لما أعتقده
ومع ذلك مستمر في حبي للحياة
حتي آخر نفس لي
قالت الفرحة متأثرة:
وأنا سأبقي أحبك إلي مالا نهاية
أقدم لك ابتسامتي
وكل ما هو ساحر في هذا العالم
وأبعث إليك بشعري، رسائل غرام
فأنت حزني
وأنا فرحتك